published: Wednesday, February 6th

يهدف الفحص المدرسي للعيون إلى الكشف المبكر عن الأطفال ذوي القابلية العالية للإصابة بأمراض أو إعاقات معينة. وتقوم معظم المدارس العامة في جميع أنحاء العالم بفحص مجموعات كبيرة من الطلاب بشكل دوري، ما بين الحضانة والصف الثالث، وذك لتحديد ما إذا كان أي طفل يعاني من مبادئ مرض مزمن ولم يتم تحديده بعد. تعتمد هذه الممارسة على التعاون بين المدارس والعائلات والمنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال الصحة، من خلال تحديد الطلاب الذين يعانون من صعوبات محددة في التعلم، أو مواكبة أقرانهم، أو الاندماج مع محيطهم. ولكي يكون ذلك الإجراء سليماً، يجب أن يكون مبنيًا على الفحص، والإحالة للمتخصصين، والفحص المتقدم، ثم تقديم الخدمات والمتابعة. كل ذلك بدون وضع الضغط على الأطفال، وعدم إساءة فهم الأعراض أو التغاضي عن عوامل الخطر. في حين يمكن للمدارس والعائلات القيام بدور حيوي أثناء تحديد الطلاب، والإحالة للمتخصصين، إلا أن مراحل الفحص والفحص المتقدم، ومتابعة مراحل الخدمة يجب أن يتم من خلال معهد صحي، لذلك قررت مؤسسة مغربي أخذ هذه المبادرة في مصر والالتزام بها، وذلك بالانطلاق من الرؤية والاستراتيجية طويلة المدى التي تتبعها المؤسسة، وهي انشاء نموذج للصحة العامة قابل للتطبيق والاستدامة ويراعي في جوهرة صحة العين وتقديم الدعم لكل الجهات من أجل توفير رؤية أفضل للجميع. يدور عملنا حول تقييم الأوضاع الصحية الحالية، والاعتماد على البحث الموضوعي المعتمد على الأدلة لتحديد الفجوات في النظام الصحي، ووضع الحلول التي يمكنها سد هذه الفجوات، وبالتالي ضمان تأثير أوسع وأعمق على المجتمع الذي نخدمه. نحن نؤمن بأن الرؤية الجيدة هي أحد المفاتيح الأساسية للنمو والتطور، والنجاح في التعليم بالنسبة للأطفال، وبالتالي تقدم وتطور الأجيال الجديدة والمجتمع ككل، لذلك بدأنا مشروع فحص العيون في المدارس المصرية من خلال التعاون مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والعديد من المنظمات غير الحكومية. للقضاء على الأمراض المزمنة، أو الإعاقات البصرية التي من الممكن تجنبها. من خلال اكتشاف الصعوبات البصرية في السن المبكرة يمكننا تقليل المخاطر إلى حد كبير، حيث أن الأطفال لا يولدون بإمكانياتهم البصرية مكتملة، بل تتطور مع مرور الوقت، والمدخلات من كلتا العينين ضرورية لمراكز الرؤية بحيث يتم التطور بشكل طبيعي. لذلك إن لم تتمكن أحد العينين من إرسال صور واضحة إلى الدماغ، فقد تصبح رؤية الطفل محدودة بطرق لا يمكن تصحيحها لاحقًا. ولكن إذا تم اكتشاف عيب الإبصار ذلك في وقت مبكر، فمن الممكن علاجه بفعالية، وإعادة التطور إلى النسق الطبيعي. عند الدخول إلى المدرسة، أو عند الاشتباه في وجود مشكلة، يجب إجراء فحص مبدئي لحدة البصر، وذلك بالتشاور مع طبيب الأطفال، أو طبيب الأسرة، أو أخصائي العيون، أو طبيب العيون، أو شخص مدرب على تقييم الرؤية للأطفال في سن المدرسة، مثل ممرضة المدرسة. وفي حالة الاشتباه في وجود مشكلة في الرؤية أو غيرها من جوانب صحة العين، يجب أن يخضع الطفل لفحص شامل من قبل طبيب العيون. تلتزم مؤسسة مغربي بإجراء فحص شامل لعيون جميع الأطفال الذين تظهر عليهم علامات ضعف الرؤية في الفحص المبدئي، أو تظهر عليهم أي أعراض، وذلك من خلال قوافل التوعية في المدارس، بينما يتم توجيه الأطفال المحتاجين لإجراء فحص شامل إلى أقرب عيادة طرفية تابعة للمؤسسة. نحن نعمل كجزء من المجتمع الطبي الملتزم بالمبادرة العالمية "الرؤية ٢٠٢٠" وهي "عالم بدون أي شخص يعاني من ضعف أو إعاقة بصرية كان من الممكن علاجه. وفرص متكافئة لكل من يعانون من الإعاقة البصرية التي لا يمكن علاجها بحيث يحققون كامل إمكانياتهم".  وقد تم إطلاق هذه المبادرة من أجل: تكثيف وتسريع أنشطة الوقاية من ضعف البصر والإعاقات البصرية، من أجل تحقيق هدف القضاء على "كف البصر" الذي يمكن تجنبه بحلول عام ٢٠٢٠. والشكل الحالي لهذه الخطة تم تطويره على مدى زمني طويل حافل بالجهود، ومن ضمن الخطط الإضافية التي ساعدت في تحديد هذا الشكل كانت الخطة الفرعية للعام ٢٠٠٦. في ذلك الحين طور  القائمين على خطة "٢٠٢٠" خطة فرعية للعمل في الفترة ما بين ٢٠٠٦-٢٠١١، وكانت تركز بشكل أساسي على معالجة "عيوب انكسار النظر- Uncorrected refractive errors" ثم أصبح من ضمن أهدافها الرئيسية دمج "ضعف البصر" كمرض قابل للعلاج مثل الإعاقة البصرية، وتوسعة رؤية "٢٠٢٠" بحيث تضمن كلاهما.

المدونة